للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وسلامه عليه، كما ثبت عنه في صحيح مسلم، أنه قال: " بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ " ١ وفي حديث ثوبان، الذي في صحيح مسلم وغيره: " ولا تقوم الساعة، حتى يعبد فئام من أمتي الأوثان "، وفي حديث العرباض بن سارية: أنه صلى الله عليه وسلم قال:" إنه من يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، المهديين، من بعدي. تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة ضلالة " ٢ أخرجه: أبو داود، وغيره. وفي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:?" لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس، حول ذي الخلصة " ٣. وهذا الذي تقدم ذكره، من كلام أهل العلم، من حدوث الشرك وغيره من البدع في هذه الأمة، وكثرته، هو مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث، وغيرها.

وأما قولكم: فكيف التجري بالغفلة، على إيقاظ الفتنة، بتكفير المسلمين وأهل القبلة، ومقاتلة قوم يؤمنون بالله واليوم الآخر، واستباحة أموالهم وأعراضهم، وعقر مواشيهم وحرق أقواتهم، من نواحي الشام ... إلخ؟

فنقول: قد قدمنا أننا لا نكفر بالذنوب، وإنما نقاتل ونكفر من أشرك بالله، وجعل لله ندا يدعوه كما يدعو الله، ويذبح له كما يذبح لله، وينذر له كما ينذر لله ويخافه،


١ مسلم: الإيمان (١٤٥) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٨٦) , وأحمد (٢/٣٨٩) .
٢ أبو داود: السنة (٤٦٠٧) , والدارمي: المقدمة (٩٥) .
٣ البخاري: الفتن (٧١١٦) , ومسلم: الفتن وأشراط الساعة (٢٩٠٦) , وأحمد (٢/٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>