للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(تنبيه الشيخ سليمان بن عبد الله على قول ابن غنام)

قال الشيخ: سليمان بن الشيخ عبد الله، بن محمد رحمهم الله تعالى، منبها على قول الشيخ: حسين بن غنام، رحمه الله تعالى، على شرح حديث عمر، في قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبرائيل: (وكتبه) قال الشارح المذكور، أي: أنها منَزلة من عنده، وأنها كلامه القائم بذاته، المنَزه عن الحروف والصوت; قال الشيخ رحمه الله تعالى: قوله: وأنها كلامه القائم بذاته، المنَزه عن الحروف والصوت; هذا الكلام جرى على مذهب الكلابية، ومن تبعهم من الأشعرية أن الكلام هو المعنى القائم بالذات، المنَزه عن الحرف والصوت; فعلى هذا يكون عندهم ليس هو عين كلام الله لأنه حروف وأصوات، وإنما هو عبارة عن كلام الله كما قد صرحوا بذلك في كتبهم.

والحق في ذلك، هو ما دل عليه الكتاب، والسنة، والإجماع: أن الله تعالى لم يزل متكلما كيف شاء، إذا شاء بحرف وصوت، كما دل على ذلك القرآن، والأحاديث. فأما القرآن، فواضح.

وأما الأحاديث، ففي صحيح البخاري وغيره: " أن الله تعالى ينادي آدم يوم القيامة بصوت "، وهذا نص، وفيه نحو أربعة عشر حديثا.

وأما الإجماع، فيكفي في ذلك أنه لا يعرف عن صحابي، ولا تابعي، حرف واحد يخالف ذلك. وقد أفرد العلماء هذه المسألة بالتصنيف، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>