أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه: إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين; ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق.
وصفة الأمر: غير خاف عليكم ما درج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والتابعون وأتباعهم، والأئمة كالشافعي، وأحمد وأمثالهما ممن أجمع أهل الحق على هدايتهم، وكذلك ما درج عليه من سبقت له من الله الحسنى من أتباعهم.
وغير خاف عليكم ما أحدث الناس في دينهم من الحوادث، وما خالفوا فيه طريق سلفهم، ووجدت المتأخرين أكثرهم قد غير وبدل؛ وسادتهم وأئمتهم، وأعلمهم وأعبدهم، وأزهدهم، مثل: ابن القيم، والحافظ الذهبي، والحافظ العماد ابن كثير، والحافظ ابن رجب، قد اشتد نكيرهم على أهل عصرهم، الذين هم خير من ابن حجر، وصاحب الإقناع، بالإجماع. فإذا استدل عليهم أهل زمانهم بكثرتهم، والإطباق على طريقتهم، قالوا: هذا من أكبر الأدلة على أنه باطل، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن أمته تسلك مسالك اليهود والنصارى، حذو القذة بالقذة " حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " ١. وقد ذكر الله في كتابه: أنهم فرقوا دينهم وكانوا شيعا،