للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [سورة الحجرات آية: ٩-١٠] ؛ ولم يقطع سبحانه الأخوة بين المسلمين، وإن وقع بينهما القتال، وبغى إحدى الطائفتين على الأخرى.

وأنتم تهاجرتم، وتشاحنتم على ما هو دون ذلك، مما لا يوجب الهجر؛ وهذه من أعظم دسائس الشيطان على أهل الإسلام، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

وأيضاً، منّ الله سبحانه وبحمده، على من منّ عليه منكم، بالهجرة والاستيطان؛ وهذه نعمة عظيمة، ندب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم من الأعراب وغيرهم، قال في حديث بريدة: " ادعهم إلى الهجرة والجهاد، فإن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين " ١، "وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رجل هاجر، ثم خرج من هجرته إلى البادية، فقال: ردة صغرى، ملعون من فعل ذلك، والذي يبقى على باديته ويحسن إسلامه، أحسن عند الله ممن هاجر ثم خرج من هجرته"، وبلغني: أن من أهل الأرطاوية أناساً هاجروا وبنوا، يريدون الخروج عن الهجرة إلى البادية؛ وهذه مصيبة عظيمة، لا يأمن من فعلها أن يقع في الردة الكبرى، ويكون


١ مسلم: الجهاد والسير (١٧٣١) , والترمذي: السير (١٦١٧) , وأبو داود: الجهاد (٢٦١٢) , وابن ماجة: الجهاد (٢٨٥٨) , وأحمد (٥/٣٥٢, ٥/٣٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>