وفي تفسير القرطبي في الكلام على هذه الآية: نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكافرين واليهود وأهل الأهواء دخلاء وولائج، يفاوضونهم في الآراء، ويسندون إليهم أمورهم، ويقال: كل من كان على خلاف دينك ومذهبك لا ينبغي أن تخادنه، قال القائل شعراً:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
وفي سنن أبي داود: عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ".
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:"اعتبروا الناس بأخدانهم". ثم بين المعنى الذي لأجله ورد النهي عن المواصلة، قال:{لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً}[سورة آل عمران آية: ١١٨] يعني: فساداً يعني: لا يتركون فسادكم.
قال:"وقد مر أبو موسى الأشعري على عمر رضي الله عنه بحساب، فدفعه إلى عمر فأعجبه، فقال لأبي موسى: أين كاتبك يقرأ هذا الكتاب على الناس؟ فقال: إنه لا يدخل المسجد; فقال: لِم، أجنب هو؟ قال: إنه نصراني; قال: فانتهره، وقال: لا تُدنهم وقد أقصاهم الله، ولا تكرمهم وقد أهانهم الله، لا تأمنهم وقد خونهم الله".
ومن كتاب الإمام محمد بن وضاح، قال: جاء في الأثر: "من جالس صاحب بدعة، فقد مشى في هدم