للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام وقال الأوزاعي: "كانت أسلافكم تشهد عليهم - أي: على أهل البدع - ألسنتهم، وتشمئز منهم قلوبهم، ويحذرون الناس بدعتهم وقال الحسن: "لا تجالس صاحب بدعة، فإنه يمرض قلبك وقال إبراهيم: "لا تجالسوا أهل البدع، ولا تكلموهم، فإني أخاف أن ترتد قلوبكم"، وروى هذه الآثار ابن وضاح.

قال شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: اعلم، رحمك الله: أن كلام السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ١، فإذا كان هذا كلام السلف، وتشديدهم في معاداة أهل الضلالات، ونهيهم عن مجالستهم، فما ظنك بمجالسة الكفار والمنافقين، وجفاة الأعراب، الذين لا يؤمنون بالله ورسوله، والسعي في مصالحهم، والذب عنهم، وتحسين حالهم؟ مع كونهم بين اثنتين، إما كافر أو منافق، ومن يهتم بمعرفة الإسلام منهم قليل، فهذا من رؤوسهم وأصحابهم، وهو معهم، يحشر يوم القيامة، قال تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} الآية [سورة الصافات آية: ٢٢] ، وقال تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [سورة التكوير آية: ٧] ، وقد تقدم الحديث: " لا يحب رجل قوماً إلا حشر معهم " ٢.


١ في ضلالة لا تخرج عن الملة, لكنهم شددوا في ذلك, وحذروا منه لأمرين ... إلخ. انظر صفحة: ٣١٤, ٣١٥, من القسم الأول من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب, رحمه الله.
٢ أحمد (٦/١٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>