أشد من الكافر الأصلي، لأن هذا عادى الله على بصيرة، وعادى رسوله صلى الله عليه وسلم بعد ما عرف الحق، ثم أنكره وعاداه والعياذ بالله.
فإذا كان من أعان ظالماً فقد شاركه في ظلمه، فكيف بمن يعين الكفار، والمنافقين على كفرهم ونفاقهم؟ وإذا كان من أعان ظالماً مسلماً في خصومة ظلم عند حاكم، شريكاً للظالم، فكيف بمن يعين الكفار، ويذب عنهم عند الأمراء؟ وإذا كان الحرامية الذين يأخذون أموال الناس، إذا بذلوا للأمير مالاً على أن يكف عنهم، فهو رئيسهم، فما ظنك بمن يسرّ إلى الكفار بالمودة، ويعلمهم أنه يحبهم، ليواصلوه ويكرموه؟ كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، قدس الله روحه، وغيره ...
ولكن طرح النكال، إن كان عن مسلم مظلوم، فالشفاعة فيه، والسعي في إسقاطه بالرأي ونحوه، حسن، وإن كان عن مرتد، فلا نعما لعثرته ولا كرامة؛ ويكفي في ذلك ما رواه أحمد، والترمذي وحسنه، وابن أبي حاتم والطبراني، والحاكم وصححه، عن ابن مسعود قال:" لما كان يوم بدر جيء بالأسرى، وفيهم العباس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تأمرون في هؤلاء الأسرى؟ فقال أبو بكر: قومك يا رسول الله وأهلك، فاستبقهم لعل الله يتوب عليهم "، وفي حديث أنس، عن أحمد: " نرى أن تعفو عنهم،