للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه من المقادير والقضاء. والقلم حق، كتب الله به مقادير كل شيء، وأحصاه في الذكر.

والشفاعة يوم القيامة حق، يشفع قوم في قوم، فلا يصيرون إلى النار، ويخرج قوم من النار بعدما دخلوا ولبثوا فيها ما شاء الله، ثم يخرجهم من النار، وقوم يخلدون فيها أبدا، وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر بالله عز وجل.

ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنة والنار، وقد خلقت الجنة وما فيها، وخلقت النار وما فيها، خلقهما الله عز وجل، وخلق الخلق لهما، لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبدا.

فإن احتج مبتدع، أو زنديق بقول الله عز وجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} [سورة القصص آية: ٨٨] ، ونحو هذا من متشابه القرآن؟ قيل له: كل شيء كتب الله عليه الفناء والهلاك، والجنة والنار خلقهما الله للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة، لا من الدنيا. والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة، ولا أبدا، لأن الله خلقهن للبقاء لا للفناء، ولا يكتب عليهن الموت، فمن قال خلاف ذلك، فهو مبتدع ضال عن سواء السبيل.

وخلق سبع سماوات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض؛ وبين الأرض العليا والسماء الدنيا

<<  <  ج: ص:  >  >>