للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشيئته. وهي أفعال لهم، وكسب لهم باختيارهم، فلذا ترتب عليها الثواب، والعقاب.

والسلف يسمون الجبرية قدرية، لخوضهم في القدر، ولهذا ترجم الخلال في كتاب "السنة" فقال: الرد على القدرية وقولهم إن الله جبر العباد على المعاصي. ثم روى عن بقية قال: سألت الزبيدي والأوزاعي عن الجبر؟ فقال الزبيدي: " أمر الله أعظم، وقدرته أعظم من أن يجبر أو يعضل; ولكن يقضي ويقدر، ويخلق ويجبل عبده على ما أوجب ". وقال الأوزاعي: " ما أعرف للجبر أصلا من القرآن ولا السنة. فأهاب أن أقول ذلك، ولكن القضاء والقدر، والجبل، والخلق، فهذا يعرف من القرآن، والحديث "

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: فهذان الجوابان اللذان ذكرهما هذان الإمامان في عصر تابع التابعين من أحسن الأجوبة. أما الزبيدي، فقال: ما تقدم، وذلك لأن الجبر في اللغة إلزام الإنسان بغير رضاه، كما يقول الفقهاء، هل تجبر المرأة على النكاح أم لا؟ وإذا عضلها الولي ماذا تصنع؟ فقال: الله أعظم من أن يجبر، أو يعضل، لأن الله قادر على أن يجعل العبد مختارا راضيا لما يفعله، مبغضا تاركا لما يتركه، فلا جبر على أفعاله الاختيارية، ولا عضل عما يتركه لكراهته، أو عدم إرادته.

وروي عن سفيان الثوري: أنه أنكر "جبر" وقال: "الله سبحانه جبل العباد ". وقال الراوي عنه: وأظنه أراد

<<  <  ج: ص:  >  >>