للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهم يثبتون بعض الصفات دون بعض، فيثبتون الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع، والبصر والكلام، وينفون ما سوى هذه الصفات بالتأويل الباطل.

مع أنهم وإن أثبتوا صفة الكلام موافقة لأهل السنة، فهم في الحقيقة نافون لها، لأن الكلام عندهم هو: المعنى فقط. ويقولون: حروف القرآن مخلوقة، لم يتكلم الله بحرف، ولا صوت; فقالت لهم الجهمية: هذا هو نفس قولنا: إن كلام الله مخلوق، لأن المراد: الحروف، لا المعنى. ومذهب السلف قاطبة أن كلام الله غير مخلوق، وأنه تكلم بالقرآن حروفه ومعانيه، وأنه سبحانه يتكلم بصوت يسمعه من شاء.

والأشعرية لا يثبتون علو الرب فوق سماواته واستواءه على عرشه، ويسمون: من أثبت صفة العلو والاستواء على العرش مجسما مشبها، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة، فإنهم يثبتون صفة العلو والاستواء كما أخبر سبحانه بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تكييف ولا تعطيل. وصرح كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء. والأشاعرة وافقوا الجهمية في هذه الصفة، لكن الجهمية، يقولون: إنه سبحانه في كل مكان، والحلولية والأشعرية يقولون: كان ولا مكان، فهو على ما كان، قبل أن يخلق المكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>