للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها وقرأ القرآن بها حتى حفظه وأتقنه قبل بلوغه العشر. وكان حاد الفهم سريع الإدراك والحفظ، يتعجب أهله من فطنته، وذكائه.

وبعد حفظ القرآن اشتغل بالعلم وجد في الطلب وأدرك بعض الإرب قبل رحلته لطلب العلم، وكان سريع الكتابة، ربما كتب الكراسة في المجلس.

قال أخوه سليمان: كان والده يتعجب من فهمه، ويعترف بالاستفادة منه مع صغر سنه. ووالده هو: مفتي تلك البلاد، وجده مفتي البلاد النجدية، آثاره وتصنيفه وفتواه تدل على علمه وفقهه. وكان جده إليه المرجع في الفقه والفتوى، وكان معاصرا الشيخ منصور البهوتي الحنبلي خادم المذهب، اجتمع به بمكة.

وبعد بلوغ الشيخ سن الاحتلام، قدمه والده في الصلاة، ورآه أهلا للائتمام. ثم طلب الحج إلى بيت الله الحرام، فأجابه والده إلى ذلك المقصد والمرام وبادر إلى قضاء فريضة الإسلام، وأداء المناسك على التمام. ثم قصد المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وأقام بها قريبا من شهرين. ثم رجع إلى وطنه قرير العين، واشتغل بالقراءة في الفقه، على مذهب الإمام أحمد رحمه الله. ثم بعد ذلك رحل يطلب العلم، وذاق حلاوة التحصيل والفهم، وزاحم العلماء الكبار، ورحل إلى البصرة والحجاز

<<  <  ج: ص:  >  >>