للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تكفل الله لمن خرج في الجهاد في سبيله إن توفاه أن يدخلة الجنة، أو يرجعه بما نال من أجر أو غنيمة " ١ وورد أيضا: " الجنة تحت ظلال السيوف " ٢.

والذي مثلكم من أهل العقول والديانة والحمية للإسلام، والنصرة لله ورسوله وللمؤمنين، يجد في هذا الأمر غيرة لله ولدينه ولحوزة المسلمين، فالله الله يا إخواني: بالتشمير والجد والاجتهاد في مساعدة ولي الأمر، على إطفاء هذه الفتنة، والجهاد معه بالنفس والمال. والإمام - أيده الله تعالى - قد طلب من المسلمين أن يجاهدوا معه، ولو طلب منهم النفير لتعين عليهم ذلك حكما شرعيا، كما قال صلى الله عليه وسلم " وإذا استنفرتم فانفروا " ٣.

[أدلة فضل الجهاد]

وقد ورد في فضل الجهاد آيات وآحاديث، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الصف آية: ١٠-١١] إلى قوله: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة الصف آية: ١٢] .

وهذه والله هي التجارة الرابحة، التي تحصل بها النجاة من النار، والفوز بدخول الجنة ونعيمها.

ولم يرض سبحانه للجنة ثمنا لغلائها ونفاستها، إلا نفوس المؤمنين، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ


١ البخاري: الإيمان (٣٦) وفرض الخمس (٣١٢٣) والتوحيد (٧٤٥٧ ,٧٤٦٣) , ومسلم: الإمارة (١٨٧٦) , والنسائي: الجهاد (٣١٢٢ ,٣١٢٣) والإيمان وشرائعه (٥٠٢٩ ,٥٠٣٠) , وابن ماجه: الجهاد (٢٧٥٣) , وأحمد (٢/٢٣١ ,٢/٣٨٤ ,٢/٣٩٩ ,٢/٤٢٤ ,٢/٤٩٤) , ومالك: الجهاد (٩٧٤) , والدارمي: الجهاد (٢٣٩١) .
٢ البخاري: الجهاد والسير (٢٨١٩) , ومسلم: الجهاد والسير (١٧٤٢) , وأبو داود: الجهاد (٢٦٣١) .
٣ البخاري: الحج (١٨٣٤) , ومسلم: الحج (١٣٥٣) , والترمذي: السير ١٥٩٠) , والنسائي: البيعة (٤١٧٠) , وأبو داود: الجهاد (٢٤٨٠) , وابن ماجه: الجهاد (٢٧٧٣) , وأحمد (١/٢٢٦ ,١/٣١٥ ,١/٣٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>