للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به جميعا، إنما يكون في الجماعة، ودين الإسلام حقيقته: الإخلاص لله.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " ١. والله تعالى قد حرم ظلم المسلمين، أحياءهم وأمواتهم، وحرم دماءهم وأموالهم، وأعراضهم، وقد ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: " إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع " ٢.

وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} [سورة الأحزاب آية: ٥٨] فمن أذى مؤمنا حيا أو ميتا، بغير ذنب يوجب ذلك، فقد دخل في هذه الآيات، ومن كان مجتهدا لا إثم عليه، فإذا آذاه مؤذ، فقد آذاه بغير ما اكتسب، ومن كان مذنبا وقد تاب من ذنبه، أو غفر له بسبب آخر، لم يبق عليه عقوبة، فآذاه مؤذ، فقد آذاه بغير ما اكتسب. انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:


١ مسلم: الأقضية (١٧١٥) , وأحمد (٢/٣٦٧) , ومالك: الجامع (١٨٦٣) .
٢ البخاري: العلم (٦٧) والحج (١٧٤١) والمغازي (٤٤٠٦) والأضاحي (٥٥٥٠) والفتن (٧٠٧٨) والتوحيد (٧٤٤٧) , ومسلم: القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٧٩) , وأحمد (٥/٣٧ ,٥/٣٩ ,٥/٤٠ ,٥/٤٩) , والدارمي: المناسك (١٩١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>