للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ننابذهم؟ قال: لا، ما صلوا " ١.

وفيه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فلينكر ما يأتي من معصية الله، ولا ينْزعن يدا من طاعة " ٢ وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة، وترك قتالهم والخروج، هو أصلح الأمور للعباد، في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا، لا يحصل بفعله صلاح، بل فساد، انتهى.

وقال الشيخ: في "السياسة الشرعية": ويجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، لأن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع، لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من أمير حق، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا خرج ثلاثة في سفر، فليؤمروا أحدهم " ٣ رواه أبو داود من حديث أبي سعيد، وأبي هريرة رضي الله عنهما، وروى الإمام أحمد في المسند، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض، إلا أمروا عليهم أحدهم " ٤.

فأوجب على تأمير الواحد في الجمع القليل العارض في السفر، تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم


١ مسلم: الإمارة (١٨٥٤) , والترمذي: الفتن (٢٢٦٥) , وأبو داود: السنة (٤٧٦٠) , وأحمد (٦/٢٩٥ ,٦/٣٠٢ ,٦/٣٠٥ ,٦/٣٢١) .
٢ مسلم: الإمارة (١٨٥٥) , وأحمد (٦/٢٤) , والدارمي: الرقاق (٢٧٩٧) .
٣ أبو داود: الجهاد (٢٦٠٨) .
٤ أحمد (٢/١٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>