للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ " ١ وقوله: " ل تتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ " ٢. وقوله: " ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة ". فهذه المسألة هي أجل المسائل، ومن فهمها فهو الفقيه، ومن عمل بها فهو المسلم. نسأل الله الكريم المنان، أن يتفضل علينا بفهمها، والعمل بها.

[قصة البيت وجرهم وبني بكر وغبشان]

وأما قصة البيت: فإن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، لما بنياه صارت ولايته في إسماعيل وذريته، ثم غلبهم عليه أخوالهم من جرهم، ولم ينازعهم بنو إسماعيل لقرابتهم، وإعظاما لحرمتها أن يكون بها قتال.

ثم إن جرهما بغوا بمكة، وظلموا من دخلها، فرق أمرهم، فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، وغبشان من خزاعة ذلك، أجمعوا على حربهم؛ فاقتتلوا، فغلبتهم بنو بكر وغبشان، ونفوهم من مكة. وكانت مكة في الجاهلية لا يقر فيها ظلم، ولا يبغي فيها أحد إلا أخرج، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك ثم إن غبشان من خزاعة، وليت البيت دون بني بكر، وقريش إذ ذاك حلول، وصرم، وبيوتات، متفرقون في بني كنانة، فوليت خزاعة البيت يتوارثونه؛ وكان آخرهم خليل بن حبيشة، فتزوج ابنة


١ مسلم: الإيمان (١٤٥) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٨٦) , وأحمد (٢/٣٨٩) .
٢ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٥٦) , ومسلم: العلم (٢٦٦٩) , وأحمد (٣/٨٤ ,٣/٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>