للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصي بن كلاب. فلما عظم شرف قصي وكثر بنوه وماله، وهلك خليل، ورأى قصي أنه أولى بالكعبة وأمر مكة، من خزاعة وبني بكر، وأن قريشا رأس آل إسماعيل وصريحهم، فكلم رجالا من قريش وكنانة، في إخراج خزاعة وبني بكر من مكة، فأجابوه. وكان الغوث بن مرة بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر، يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة، وولده من بعده، لأن أمه جرهمية لا تلد، فنذرت لله نذرا إن ولدت رجلا أن تصدق به على الكعبة يخدمها، فولدت الغوث، فكان يقوم على الكعبة مع أخواله من جرهم، فولي الإجازة بالناس لمكانه من الكعبة، وكان إذا دفع يقول:

اللهم إني تابع تباعة ... إن كان إثم فعلى قضاعة

وكانت صوفة تدفع بالناس من عرفات، وتجيز بهم إذا نفروا من منى، فإذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار، ورجل من صوفة يرمي لهم، لا يرمون حتى يرمي، فكان المعجلون يأتونه يقولون: ارم حتى نرم، فيقول: لا والله حتى تميل الشمس، فإذا زالت رمى ورمى الناس معه، فإذا فرغوا من الرمي، وأرادوا النفر من منى، أخذت صوفة بالجانبين، فلم يجز أحد حتى يمروا، ثم يخلوا سبيل الناس.

فلما انقرضوا، ورثهم بنو سعد بن زيد مناة من تميم، وكانت الإفاضة من مزدلفة، في "عدوان" يتوارثونها، حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>