للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرهم من أهل الأوثان، الذين لم يدخلوا في الإسلام، لا يقتلون بالتحريف، والله الموفق.

وقال أبو العباس ابن تيمية، في الرد على المتكلمين، لما ذكر بعض أحوال أئمتهم، قال: وكل شرك في العالم، إنما حدث برأي جنسهم؛ فهم الآمرون بالشرك، والفاعلون له، ومن لم يأمر منهم بالشرك، فلم ينه عنه، بل يقر هؤلاء وهؤلاء، وإن رجح الموحدين ترجيحا ما، فقد يرجح غيره المشركين، وقد يعرض عن الأمرين جميعا، فتدبر هذا، فإنه نافع جدا.

ولهذا كان رؤساؤهم المتقدمون والمتأخرون، يأمرون بالشرك، وكذلك الذين كانوا في ملة الإسلام، لا ينهون عن الشرك، ويوجبون التوحيد، بل يسوغون الشرك، أو يأمرون به، أو لا يوجبون التوحيد، وقد رأيت من مصنفاتهم، في عبادة الملائكة، وعبادة الأنفس المفارقة، وأنفس الأنبياء، وغيرهم، ما هو أصل الشرك، وهم إذا ادعوا التوحيد، إنما توحيدهم بالقول، لا بالعبادة والعمل.

والتوحيد الذي جاءت به الرسل، لا بد فيه من التوحيد بإخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وهذا شيء لا يعرفونه، فلو كانوا موحدين بالقول والكلام، لكان معهم التوحيد دون العمل، وذلك لا يكفي في السعادة والنجاة، بل لا بد من أن يعبدوا الله وحده، ويتخذوه إلها دون ما سواه،

<<  <  ج: ص:  >  >>