مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ} ١ الآية؛ ويوجد هذا فيمن هو من أورع الناس، وأكثرهم عبادة. وكل هذه الست من أوقع الأشياء.
وكثير منها يقع فيها الإنسان، ولا يدري أنه كفر، بل يظنه خفيفا؛ ومرادنا الإنسان الذي يدعي معرفة التوحيد، والبراءة من الشرك; ولكن من أنفع ما يكون: القراءة عليهم فيما جرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة، في ثلاث عشرة سنة قبل الهجرة، وتعريفهم أنه عند هذه المسألة التي وقعت بيننا بعينها.
فالدين الذي أرسله الله به، هو الذي يسميه مطاوعتكم ... وفعلوا في عداوته أشياء، ما فعلها أبو جهل وأمثاله; والدين الذي يزينونه للناس، هو دين أهل مكة، الذي أرسل الله رسوله ينذر عنه؛ وفعل مطاوعتكم في نصرته الفرية، وتزيينه لمن سمع منهم، أشياء ما فعلتها قريش في نصرة دينهم.
فأنفع العلم وأهمه وأكبره - مع أنه أوضحه -:معرفة ما جرى من قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه، ومعرفة أنها مسألتنا بعينها، ومعرفة ما جرى من الناس من عداوة الدين، الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبغضه وبغض من عمل به، واستحلال دمه وماله، ونصرة دين عريعر وأمثاله، والنجراني وأمثاله، والله أعلم.