للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبدل أهل الشرك قولا غير الذي قيل لهم: بدلوا الدعاء له بدعائه، والشفاعة له بالاستشفاع وبه، وقصدوا بالزيارة التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسانا إلى الميت، سؤال الميت، وتخصيص تلك البقعة بالدعاء الذي هو مخ العبادة، بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء مخ العبادة " ١ رواه الترمذي، وعن النعمان بن بشير، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة " ٢، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ٣، رواه أحمد والترمذي، وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

ومن المحال أن يكون دعاء الموتى مشروعا، ويصرف عنه القرون الثلاثة المفضلة بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يوفق له الخلوف، الذي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان، هل نقل عن أحد منهم بنقل صحيح، أو حسن، أنهم كانوا إذا كان لهم حاجة، قصدوا القبور فدعوا عندها، وتمسحوا بها، فضلا عن أن يسألوا أصحابها جلب الفوائد، وكشف الشدائد؟

ومعلوم: أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على


١ الترمذي: الدعوات (٣٣٧١) .
٢ الترمذي: تفسير القرآن (٢٩٦٩) , وابن ماجه: الدعاء (٣٨٢٨) .
٣ سورة غافر آية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>