للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضلالة ".

فمن أصغى إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجد فيهما الهدى والشفاء. وقد ذم الله تعالى من أعرض عن كتابه، ودعا عند التنازع إلى حكم غيره، فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} ١.

إذا عرف هذا، فنقول: الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور، إنما هو تذكر الآخرة، والإحسان إلى الميت، بالدعاء له والترحم، والاستغفار له، وسؤال العافية، كما في صحيح مسلم، عن بريدة قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، أن يقولوا: السلام على أهل الديا ر ـ وفي لفظ: عليكم أهل الديار- من المؤمنين والمسلمين. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية " ٢.

وفي سنن أبي داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صليتم على الميت، فأخلصوا له الدعاء " ٣، وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من ميت يصلى عليه أمة من المسلمين، يبلغون مائة، كلهم يشفعون له، إلا شفعوا فيه " ٤ رواه مسلم. فإذا كنا على جنازته، ندعو له لا ندعوه، ونشفع له لا نستشفع به، فبعد الدفن أولى وأحرى.


١ سورة النساء آية: ٦١.
٢ مسلم: الجنائز (٩٧٥) , والنسائي: الجنائز (٢٠٤٠) , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (١٥٤٧) , وأحمد (٥/٣٥٣ ,٥/٣٥٩) .
٣ أبو داود: الجنائز (٣١٩٩) , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (١٤٩٧) .
٤ مسلم: الجنائز (٩٤٧) , والترمذي: الجنائز (١٠٢٩) , والنسائي: الجنائز (١٩٩١) , وأحمد (٣/٢٦٦ ,٦/٣٢ ,٦/٤٠ ,٦/٩٧ ,٦/٢٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>