للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أن لا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة. وهذان الأصلان: هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

فإن شهادة أن لا إله إلا الله تتضمن إخلاص الإلهية لله، فلا يتأله القلب، ولا اللسان، ولا الجوارح بغيره تعالى، لا بحب ولا خشية، ولا إجلال ولا رهبة. وشهادة أن محمدا عبده ورسوله تتضمن تصديقه في جميع ما أخبر به، وطاعته واتباعه في كل ما أمر به، فما أثبته وجب اتباعه، وما نفاه وجب نفية.

وقد روى البخاري من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى، يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى " ١.

إذا تمهد هذا، فنقول: الذي نعتقده وندين الله به، أن من دعا نبيا أو وليا، أو غيرهما، وسأل منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، أن هذا من أعظم الشرك، الذي كفر الله به المشركين، حيث اتخذوا أولياء وشفعاء، يستجلبون بهم المنافع، ويستدفعون بهم المضار بزعمهم.

قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا


١ البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٠) , وأحمد (٢/٣٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>