للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا، قد اتخذوا من دون الله أولياء يعبدونهم، وإنما عبد هؤلاء المشركون آلهة، هم يعترفون أنها مخلوقة عبيد له، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك.

وكما أخبر عنهم في قوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ١، فأنكر تعالى ذلك عليهم، حيث اعتقدوا ذلك، وهو تعالى: لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} ٢.

ثم قد أرسل رسله، من أولهم إلى آخرهم، يزجرون عن ذلك، وينهون عن عبادة من سوى الله، فكذبوهم؛ انتهى كلامه.

والمقصود: بيان شرك المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم ما أرادوا ممن عبدوا إلا التقرب إلى الله، وطلب شفاعتهم عند الله، وبيان أن طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم في الشدائد، أنه من الشرك الأكبر، الذي كفر الله به المشركين، وبيان أن الشفاعة كلها لله، ليس لأحد معه فيها شيء، وأنه لا شفاعة إلا بعد إذن الله تعالى، وأنه تعالى لا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله، وأنه لا يرضى إلا التوحيد، كما تقدمت الأدلة الدالة على ذلك.


١ سورة الزمر آية: ٣.
٢ سورة سبأ آية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>