للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن هداه الله; وأما من أراد الله فتنته فلا حيلة فيه، {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً} ١.

[من تلفظ بالشهادة ولم يصل ولم يزك]

وأما المسألة الثانية، فقالوا: من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولم يصل ولم يزك، هل يكون مؤمنا؟.

فنقول: أما من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وهو مقيم على شركه، يدعو الموتى، ويسألهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، فهذا كافر مشرك، حلال الدم والمال، وإن قال لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وصلى وصام، وزعم أنه مسلم، كما تقدم بيانه.

وأما إن وحد الله تعالى، ولم يشرك به، ولكنه ترك الصلاة، ومنع الزكاة، فإن كان جاحدا للوجوب، فهو كافر إجماعا; وأما إن أقر بالوجوب، ولكنه ترك الصلاة تكاسلا عنها، فهذا قد اختلف العلماء في كفره.

والعلماء إذا أجمعوا، فإجماعهم حجة، لا يجتمعون على ضلالة، وإذا تنازعوا في شيء، رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول; والواحد منهم ليس بمعصوم على الإطلاق، بل كل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ


١ سورة الكهف آية: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>