للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " ١، وحديث " لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم " ٢، فهذا ونحوه تأولوه على أنه كفر عملي، ليس كالكفر الاعتقادي الذي ينقل عن الملة، كما جزم به العلامة ابن القيم وغيره من المحققين، هذا مع أنه باشره عمل وفرح، وأطلق عليه الشارع هذا الوصف، فكيف بمجرد الفرح؟ وذكر عن الإمام أحمد أنه قال: أمروا هذه النصوص كما جاءت، ولا تعرضوا لتفسيرها.

وقد ذكر شيخ الإسلام في "الفتاوى المصرية" أن السلف متفقون على عدم تكفير البغاة، فكيف بمجرد الفرح؛ وقد قابل هذا الصنف من الإخوان، قوم كفروا أهل العارض أو جمهورهم في هذه الفتنة، واشتهر عن بعضهم أنه تلا عند سماع وقعة آل شامر، قوله تعالى: {وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} ٣.

وعللوا بأشياء متعددة، من فرح ومكاتبة وموالاة، وغير ذلك، والفريقان ليس لهم لسان صدق، ولا هدى ولا كتاب منير. قال شيخ الإسلام، رحمه الله: لا بد للمتكلم في هذه المباحث ونحوها، أن يكون معه أصول كلية يرد إليها الجزئيات، ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل


١ البخاري: العلم (١٢١) , ومسلم: الإيمان (٦٥) , والنسائي: تحريم الدم (٤١٣١) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٤٢) , وأحمد (٤/٣٥٨ ,٤/٣٦٣ ,٤/٣٦٦) , والدارمي: المناسك (١٩٢١) .
٢ البخاري: الحدود (٦٨٣٠) , وأحمد (١/٤٧ ,١/٥٥) .
٣ سورة محمد آية: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>