وردع، وإلا فيعامل بالتأليف وعدم التنفير، والترغيب في الخير برفق ولطف ولين، لأن الشريعة مبنية على جلب المصالح، ودفع المضار; والله ولي الهداية.
[من يسب الدين ويفعل المكفرات]
وسئل أيضا: عن حكم الذي باع بيته بعد ما نزل، ثم خرج إلى البادية، ومع ذلك يصدر منه مسبة للدين وأهل الدين ويفعل أشياء من المكفرات؟
فأجاب: إذا كان بهذه الصفة، فهو مرتد قد خرج من الإسلام، ولا ينفعه ما فعله أولا، لأن إقامته عند إخوانه، وسماع النصائح، والمواعظ، وسماع القرآن من أعظم قيام الحجة عليه، لأنه عرف ثم أنكر. وقد كان سابقا من جملة المسلمين، وإنما رغب عن السكنى، وفعل ما فعل من المسبة وغيرها، لخبث في قلبه، فهذا يعادى ولا يوالى، ويبغض ولا يحب، وهجره من الواجبات الشرعية، إلا إن حصل منه توبة صادقة، فالتوبة تهدم ما قبلها، ولا يحال بينه وبين التوبة، والتوبة معروضة، وبابها مفتوح لمن وفقه الله وهداه.