إلا الله، والعمل بمقتضاها من القيام بهذه الأركان الأربعة. وهؤلاء الصَّلب الذين أحل ذبائحهم، وشهد لهم بالإسلام، لا يعرفون معنى لا إله إلا الله، ولا عملوا بمقتضاها، وقد حكم لهم بغير ما أمر الله به ورسوله.
الأمر الثاني: أنه زعم أن من انتسب إلى الإسلام، يكون مسلما بمجرد انتسابه إليه، فعلى زعمه: أن عباد القبور اليوم، ممن يدعون الأنبياء، والأولياء والصالحين، وسائر من كفر بالله، وأشرك به ممن يتلفظ بالشهادتين، أنهم مسلمون بمجرد انتسابهم إلى الإسلام، تحل نساؤهم، وتؤكل ذبائحهم؛ وقد تبين لك ما أمر الله به فيهم ورسوله، من تكفيرهم وعدم إسلامهم.
الأمر الثالث: أنه زعم أن الرجل يكون مسلما بنفسه، لا باعتقاده وإرادته، وقوله وعمله; وزعم: أن هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو نقل محرف متصرف فيه، كما بيناه في الرد، وأن هذا لا يقوله عالم؛ ولو أن هذا الرجل من أهل العلم والمعرفة، العالمين بمدارك الأحكام، لعلم أن آخر العبارة يناقض تحريفهم، وما تصرفوا فيه منها.
فإن قوله رحمه الله: وكل حكم علق بأسماء الدين، من إسلام وإيمان، وكفر ونفاق، وردة وتهود وتنصر، إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبة لذلك، فهذا يناقض ما