وتأمل قول الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[سورة النحل آية: ٢٠-٢١-٢٢] ؛ فبين تعالى أن المخلوق لا يصلح أن يدعى من دون الله، وأن من دعاه فقد أشرك مع الله غيره في الإلهية.
والقرآن من أوله إلى آخره، يدل على ذلك، وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن الملحدون محجوبون عن فهم القرآن، كما حجبوا عن الإيمان، بجهلهم وضلالهم، وإعراضهم عما أنزل الله في كتابه، من بيان دينه الذي رضيه لنفسه، ورضيه لعباده. قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: وحقيقة التوحيد: أن يعبد الله وحده، لا يدعى إلا هو، ولا يخشى، ولا يتقى إلا هو، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلا له، وأن لا يتخذ الملائكة والنبيون أربابا، فكيف بالأئمة والشيوخ؟
فإذا جعل الإمام والشيخ، كأنه إله يدعى، مع غيبته وموته، ويستغاث به، ويطلب منه الحوائج، كأنه مشبها بالله، فيخرجون عن حقيقة التوحيد، الذي أصله شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، انتهى.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن عباس: " إذا سألت