الزهد، والورع والصلاح، بل وله يد في العلوم، كما حكى ذلك مترجموه؛ وهذا كله صار هباء منثورا، حيث لم يرضوا عنه.
أقول: هذه دعوى تحتمل الصدق والكذب، والظاهر: أنه لا حقيقة لذلك، فإنه لا يعرف إلا بهذه المنظومة؛ فلو قدر أن لذلك أصلا، فلا ينفعه ذلك من تلك الأبيات، لأن الشرك يحبط الأعمال، كما قال تعالى:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[سورة الأنعام آية: ٨٨] ، وقد صار العمل مع الشرك هباء منثورا.
قال سفيان بن عيينة: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل؛ فإن فتنتهم فتنة لكل مفتون. فإن كان للرجل عبادة، فقد فتن بأبياته كثيرا من الجهال؛ وعبادته إن كانت فلا تمنع كونه ضالا، كما يرشد إلى ذلك آخر الفاتحة.
قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا، ففيه شبه من النصارى. فالواجب علينا: أن نبين ما في كلامه، مما يسخط الله ورسوله، من الشرك، والغلو; وأما الشخص وأمثاله ممن قد مات، فيسعنا السكوت عنه، لأنا لا ندري ما آل أمره إليه، وما مات عليه.
وقد عرف أن كلام خالد الأزهري لا حجة فيه؛ وأهل الغلو والشرك، ليس عندهم إلا المنامات، والأحوال