وأما قوله في قول الناظم: إن لم تكن في معادي آخذا بيدي، أن الأخذ باليد: بالشفاعة.
فالجواب: أن حقيقة هذا القول، وصريحه: طلب ذلك من غير الله; فلو صح هذا الحمل، فالمحذور بحاله، لما قد عرفت من أن الاستغاثة بالأموات والغائبين، والاستشفاع بهم، في أمر هو في يد الله، ممتنع حصوله لكونه تألها وعبادة; وقد أبطله القرآن; فهذا المعترض الجاهل، يدور على منازعة الله في حقه، وملكه، وشمول علمه، والله يجزيه بعمله.
وأما قوله:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}[سورة الأنعام آية: ٥٩] فقيل: المراد بها الخمس المذكورة في سورة لقمان، وهذا قبل أن يطلع نبيه عليها، وإلا فقد ذكر عامة أهل العلم أنه لم يتوفاه الله تعالى حتى علّمه كل شيء حتى الخمس.
فالجواب: انظر إلى هذا المفتري الجاهل البليد، كيف اقتفى أثر صاحب الأبيات بجميع ما اختلقه، وافتراه! وأكثر من الأكاذيب على أهل العلم!
فإن قوله: ذكر عامة أهل العلم أنه لم يتوفاه الله حتى علمه كل شيء حتى الخمس; فحاشا أهل العلم الذين يعرفون بأنهم من أهل العلم، من هذه المقالة; وعامة أهل العلم، بل كلهم على خلاف ما ادعاه، سلفا وخلفا.