دلت عليه هذه الآيات المحكمات. ونعوذ بالله من مخالفة ما أنزل الله في كتابه، وما أخبر به عن نفسه، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه العلماء؛ فإن الله أستأثر بعلمه عن خلقه، ووصف نفسه بأنه علام الغيوب، ونعوذ بالله من حال أهل الافتراء، والتكذيب.
وأما قوله: ولو أن عبارات أهل العلم، مثل البيضاوي، وأبي السعود، والقسطلاني، وأمثالهم، تجدي إليكم شيئا، لذكرناها؛ لكنها تمحى بلفظة واحدة، وهي: أنهم كلهم كفار، فلا نقبل منهم أحدا؛ ومن هذه حاله فلا حيلة به.
فالجواب: أنه ليس للبيضاوي ومن ذكر، عبارات تخالف ما قاله السلف والعلماء في معنى الآيات، ومعاذ الله أن يقول المجيب: إن هؤلاء كفار; ولا يوجد عن أحد من علماء المسلمين أنه كفر أحدا قد مات من هذه الأمة؛ فمن ظاهره الإسلام، فلو وجد في كلامه زلة من شرك، أو بدعة، فالواجب التنبيه على ذلك، والسكوت عن الشخص; لما تقدم من أنا لا ندري ما خاتمته.
وأما هؤلاء الذين ذكرهم من المفسرين، فإنهم من المتأخرين الذين نشؤوا في اغتراب من الدين. والمتأخرون يغلب عليهم الاعتماد على عبارات أهل الكلام، مخالفة لما عليه السلف، وأئمة الإسلام، من الإرجاء، ونفي حكمة الله،