شحمة، يعظم المفضول من الأشخاص والتصانيف، ولا يعرف ما هو الأفضل؛ ولو كان له أدنى مسكة من فهم، ومعرفة بالعلماء ومصنفاتهم، لعلم أن أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير، هذه الثلاثة التي نقلنا منها: تفسير أبي جعفر، محمد بن جرير الطبري، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد إسماعيل بن كثير؛ فهذه أجل التفاسير.
ومصنفوها أئمة مشهورون، أهل سنة، ليسوا بجهمية، ولا معتزلة، ولا قدرية، ولا جبرية، ولا مرجئة - بحمد الله -؛ وأكثر ما في هذه التفاسير: الأحاديث الصحيحة، وآثار الصحابة، وأقوال التابعين وأتباعهم؛ فلا يرغب عنها إلا الجاهلون، الناقصون المنقوصون; والله المستعان. والمصنفون في التفسير وغيره، غير ما ذكر المعترض، كثيرون، وأحسن من البيضاوي، وأبي السعود:"البحر" لأبي حيان، لأنه كثيرا ما ينقل في تفسيره عن السلف والأئمة، وكذلك تفسير الخازن.
وبالجملة: فمن كان من المصنفين أبعد عن تقليد المتكلمين، وذكر عباراتهم، ويعتمد أقوال السلف، فهو الذي ينبغي النظر إليه، والرغبة فيه; وعلى كل حال، فليس في تفسير البيضاوي، وأبي السعود، وشرح