القسطلاني، ومواهبه، ما ينفع هذا الجاهل المفتري، وكل يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقول المعترض على قول المجيب: علماؤهم شر من تحت أديم السماء، فيقال: هل ورد هذا الحديث في أهل العراق؟ فهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفار مجوس، أو فيما يأتي؟ فهذه شناعة على غالب علماء الأمة؛ ومنهم الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد وأمثالهم.
فالجواب: أن هذا كلام من لا يعقل، ولا يفهم شيئا، ولا يفرق بين أهل السنة والجماعة، وأهل البدعة والضلالة؛ ففي الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من أمتي الأوثان، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " ١ رواه البرقاني في صحيحه. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، كما افترقت اليهود والنصارى؛ فاليهود افترقت على إحدى وسبعين، والنصارى على اثنتين وسبعين، وهذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقه، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة.
وأول من فارق الجماعة، في عهد الصحابة رضي الله عنهم: الخوارج، قاتلهم علي رضي الله عنه بالنهروان،