الملك الديان، كالإمام أحمد في رده المعروف، وابنه عبد الله، وعبد العزيز الكناني في كتاب "الحيدة"، وأبي بكر الأثرم، والخلال، وعثمان بن سعيد الدارمي، وإمام الأئمة محمد بن خزيمة واللالكائي، وأبي عثمان الصابوني، وقبلهم وبعدهم ممن لا يحصى؛ وهذا كله إنما هو في القرون الثلاثة المفضلة.
ثم بعدها ظهرت كل بدعة، بدعة الفلاسفة، وبدعة الرافضة، وبدعة المعتزلة، وبدعة المجبرة، وبدعة أهل الحلول، وبدعة أهل الاتحاد، وبدعة الباطنية الإسماعيلية، وبدعة النصيرية، والقرامطة ونحوهم.
وأما أهل السنة والجماعة فيردون بدعة كل طائفة من هؤلاء الطوائف بحمد الله; فالأئمة متمسكون بالحق، في كل زمان ومكان; والبلد الواحد من هذه الأمصار، يجتمع فيها أهل السنة وأهل البدعة، وهؤلاء يناظرون هؤلاء، ويناضلونهم بالحجج والبراهين.
وظهر معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " ١، وقال: " بدأ الإسلام غريبا،