للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، الذين يصلحون إذا فسد الناس " ١، وفي رواية: " يصلحون ما أفسد الناس " ٢.

وقد صنف العلماء رحمهم الله مصنفات، وبينوا ما تنتحله كل فرقه من بدعتها المخالفة لما عليه أهل الفرقة الناجية. وليس على الفرقة الناجية شناعة، ولا نقص في مخالفة هذه الفرق كلها وإنما ظهر فضل هذه الفرقة بتمسكها بالحق، وصبرها على مخالفة هذه الفرق الكثيرة، والاحتجاج بالحق ونصرته. وما ظهر فضل الإمام أبي حنيفة، والإمام أحمد، ومن قبلهما من الأئمة، ومن بعدهما، إلا بتمسكهم بالحق، ونصرته وردهم الباطل.

وما ضر شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وأصحابه، حين أجلب عليهم أهل البدع، وآذوهم; بل أظهر الله بهم السنة، وجعل لهم لسان صدق في الأمة، وكذلك من قبلهم، ومن بعدهم، كشيخنا، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، لما دعا إلى التوحيد وبين أدلته، وبين الشرك وما يبطله.

وفيه قال الإمام العلامة الأديب، أبو بكر ابن غنام، رحمه الله تعالى:

وعاد به نهج الغواية طامسا ... وقد كان مسلوكا به الناس تربع

وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالألمعي ترفع


١ مسلم: الإيمان (١٤٥) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٨٦) , وأحمد (٢/٣٨٩) .
٢ الترمذي: الإيمان (٢٦٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>