من آخر العرب دخولا في الإسلام، حاشا من هاجر؛ وكل هذا بعد نزول الوحي.
ونحن - بحمد الله - لا ننكر فضل الحرمين؛ بل ننكر على من أنكره. ولكن نقول: الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس المرء عمله؛ فالمحل الفاضل قد يجتمع فيه المسلم والكافر، وأهل الحق وأهل الباطل، كما تقدم، فأهل الحق يزدادون بالعمل الصالح في المحل الفاضل، لكثرة ثوابه. وأهل الباطل لا يزيدهم إلا شرا، تعظم فيه سيئاتهم، كما قال تعالى في حرم مكة:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[سورة الحج آية: ٢٥] . فإذا كان هذا الوعيد في الإرادة، فعمل السوء أعظم؛ فالمعول على الإيمان والعمل الصالح، ومحله قلب المؤمن، والناس مجزيون بأعمالهم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
وقوله: ولو قيل إن هذا الحديث ورد في ذم نجد وأهلها ... إلى آخره.
فأقول: الذم إنما يقع في الحقيقة على الحال، لا على المحل؛ والأحاديث التي وردت في ذم نجد، كقوله صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لنا في يمننا، اللهم بارك لنا في شامنا " قالوا: وفي نجدنا، قال:" هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان "، قيل: إنه أراد نجد العراق؛ لأن في بعض ألفاظه