ويجلس في مجلس الشريف، أعزه الله، هو وعلماء مكة; فإن اجتمعوا، فالحمد لله على ذلك، وإن اختلفوا أحضر الشيخ كتبهم، وكتب الحنابلة.
والواجب على الكل منا، ومنكم: أنه يقصد بعلمه وجه الله، ونصر رسوله كما قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} الآية، [سورة آل عمران آية: ٨١] . فإذا كان سبحانه قد أخذ الميثاق على الأنبياء إن أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم، على الإيمان به، ونصرته، فكيف بنا يا أمته؟ فلا بد من الإيمان به، ولا بد من نصرته، لا يكفي أحدهما عن الآخر، وأحق الناس بذلك، وأولاهم به أهل البيت، الذي بعثه الله منهم، وشرفهم على أهل الأرض، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم. والسلام.
(رسالة الشيخ ابن عبد الوهاب إلى علماء مكة وإجابة الأمير عبد العزيز للشريف غالب)
وفي سنة ١٢٠٤ هـ، أرسل: غالب إلى الإمام عبد العزيز رحمه الله، يطلب منه أن يرسل إليه رجلا من أهل العلم، يبحث مع علماء مكة المشرفة، فأرسلا إليه، وكتب الشيخ رحمه الله هذه الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام، نصر الله بهم دين سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، وتابعي الأئمة الأعلام.