المحل، أي محل المعقد وزمانه، كمذهب، يطلق على محل الذهاب وزمانه; وربما أريد بها المفعول، كمركوب، ويكون هنا اسم مصدر، من: عقد يعقد عقدا، والاسم: معقد; ويكون صفة ذات; ولهذا قال أبو يوسف: معقد العز هو الله; وأما أبو حنيفة، فنظر إلى أن اللفظ، محتمل لمعان متعددة، فلذلك كره المسألة به، وبهذا يتبين المعنى.
(معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني ".
وسئل: عن قوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: " إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني ".
فأجاب: اعلم أن التجهم: الغلظة، والعبوس، والاستقبال بالوجه الكريه; قال بعض علماء اللغة: الجهم الغليظ المجتمع، وجهم ككرم، جهامة وجهومة، استقبله بوجه كريه، كتجهمه; والجهمة: آخر الليل، أو بقية سواد من آخره; وأجهم: دخل فيه. انتهى. وبه يظهر أن التجهم يقع على الاستقبال بوجه مظلم عبوس، والله أعلم.
(رسالة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن في بيان عقيدة الشيخ ابن عبد الوهاب وأخباره وأحواله)
وقال الشيخ: إسحاق بن عبد الرحمن، بن حسن، رحمهم الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[سورة الأنبياء آية: ٢٣] ، أحمده سبحانه حمد عبد نزه ربه عما يقول الظالمون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحان الله رب العرش عما يصفون. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق