وتمييز الحق من الباطل، ومعرفة حقيقة التوحيد، وما ينافيه من الشرك الأكبر، وسبيل أهل السنة، ومعرفة ما خالف السنة من البدع؛ أعطاه الله في ذلك علما عظيما، فصار بذلك يشبه أكابر علماء السنة، وما كان عليه السلف الصالح، فصار آية في العلوم، ونفع الله بدعوته الخلق الكثير، والجم الغفير، وبقيت علومه في الناس، يعرفها العام والخاص، من أهل نجد وغيره.
وما أنكر هذه الدعوة الإسلامية، بعد ظهورها في نجد وما والاه، إلا جاهل معاند، لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري؛ فدحضت - بحمد الله - حجة كل مجادل ومعاند، ومما حل، فأتم الله نعمته على من قبل هذه الدعوة الإسلامية. وقد قال بعض العلماء، رحمهم الله: الإخلاص سبيل الخلاص، والإسلام مركب السلامة، والإيمان خاتم الأمان; فالحمد لله على تمام هذه النعمة العظيمة، التي لا نعمة أكبر منها، فلا أعظم منها ولا أنفع.
إذا عرف مما تقدم ما افتراه ابن منصور على شيخنا، وأنه صدر عن غير علم ولا معرفة بحاله في نشأته وطلبه، فينبغي أن نزيد ما تقدم من الانتصار لإمام الدعوة الإسلامية النبوية رحمة الله عليه، فنقول: ما أدراه عن حال شيخنا رحمة الله عليه؟ وقد تقدم أنه لا دراية له ولا عناية له بحاله، يعرف ذلك مما قدمناه. ومن المعلوم أنه لا يعتني بمعرفة حال مثله، إلا من أحبه وأحب ما قام به، ودعا إليه، وأما من انحرف عنه، وعن