وبالجملة: فقد قال العلامة ابن القيم، رحمه الله تعالى: فالحاسد يحمله بغض المحسود على معاداته، والسعي في أذاه بكل ممكن، مع علمه بفضله وعلمه، وأنه لا شيء فيه يوجب عداوته، إلا محاسنه وفضائله ; ولهذا قيل للحاسد: عدو النعم والمكارم. فالحاسد لم يحمله على معاداة المحسود، جهله بفضله أو كماله; وإنما حمله على ذلك: فساد قصده وإرادته، كما هي حال أعداء الرسل مع الرسل، انتهى.
وقال العماد بن كثير في تفسيره، قال تعالى:{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[سورة الأنعام آية: ١١٠] ؛ والآيات في هذا المعنى كثيرة، دلت على أن الله عز وجل يجازي من قصد الخير بالتوفيق، ومن قصد الشر بالخذلان، وكل ذلك بقدر مقدر.
ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم بكلماته، وبآياته التي أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم لهداية عباده أن يجعل ما كتبنا في هذا وغيره نصرة لهذا الدين، الذي أكرم به عباده المؤمنين، وأن لا يجعله انتصارا لأنفسنا، ولا لسلفنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونسأله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن، رحمه الله تعالى: وقد أخبر شيخنا، رحمه الله تعالى أنه كان في ابتداء طلبه للعلم، وتحصيله في فن الفقه وغيره، لم يتبين له الضلال،