أنوار التوحيد، واستعلت وزال بها الالتباس - مخافة المقت والشناعة، حين كسدت لهم تلك البضاعة؛ وهذه العبر يعتبر بها الأريب، إذ هو من الحق وقبول العلم قريب.
المقام السابع: أن كثيرا ممن عاداهم ابتداء، تبين له صحة ما دعا إليه هذا الشيخ، وأنه الحق الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وأنه علم من اتبعه ما أوجبه الله عليهم وحرمه، وعلمهم مكارم الأخلاق، ونهاهم عن سفاسفها.
فمن ذلك: ما حدثنا به عثمان بن عبد الرحمن المضايفي - لما أتى راغبا في هذا الدين - أن جاسر الحسيني الذي جلا من حرمه، لعداوة هذا الدين، سكن بغداد، ثم صار في سنين ظهور الإسلام في نجد وما والاه، حضر عند الشريف غالب مجاورا، فسمع الشريف المذكور يسب شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب.
فقال له: يا شريف، لك علي من المعروف، ما يوجب أن أنصح لك. لا تقل هذا في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فإنه قام بنجد وهم في أسوإ حال من الفساد، والظلم والضلال، فجمعهم الله تعالى به بعد التفرق والاختلاف، وعلمهم مكارم الأخلاق، حتى ما ينبغي أن يقولوه في مخاطباتهم، وما لا ينبغي أن يقولوه من الألفاظ المستكرهة. فاحذر أن تذكره بسوء!
وهذا الذي ذكره جاسر للشريف، اعترف به كثير؛ حتى من أهل مصر والشام، والعراق، اعترفوا بصحة هذه الدعوة