الإسلامية، والسنة المحمدية، وأكثروا الدعاء له؛ وهذا من العبر والدلالة على صحة ما جدده شيخ الإسلام من الدين، بعد ما اشتدت غربته في كل زمان ومكان، وصار من يطلب العلم ويعلمه، لا يعرف حقيقة التوحيد، ولا ما ينافيه من الشرك والتنديد، مع قراءتهم للقرآن، والأحاديث، لكن جهلوا ما هو المراد من الحق، الذي يأمرهم به رب العباد.
فظهر الحق بعد الخفاء، وتبين ما دلت عليه الآيات المحكمات، والبراهن البينات، وتبين الحق بعد أن كان مجهولا، وعرف الباطل، فصار بهذه الدعوة مخذولا. فهذا مقام لا يخفى إلا على من جحد الحق، وكابر وعاند، ممن عميت بصيرته؛ نعوذ بالله من رين الذنوب، وموت القلوب.
المقام الثامن: أن الله سبحانه ألبس هذه الطائفة أفخر لباس، واشتهر في الخاصة والعامة من الناس، فلا يسميهم أحد إلا بالمسلمين، وهو الاسم الذي سمى الله به عباده المؤمنين، من أصحاب سيد المرسلين، فقال جل ذكره:{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا}[سورة الحج آية: ٧٨] . فهذا الاسم ألحقه الله أصحاب رسوله، وألحقه هذه الطائفة، كما ألحقه إخوانهم من السابقين الأولين. فيا لها من عبرة، ما أقطعها لحجة من شك وارتاب، وما أنفعها في الاعتبار لمن أراد الحق وطلبه، وإليه أناب؛ فهذا إتمام الثمانية فاقرأها، وتدبرها سرا وعلانية.