الوقائع بإيجاز واختصار. نسأل الله أن يجعلها نافعة، لمن أبداها وكتبها وانتفع بها شافعة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا.
المقام التاسع: وأما الدول التركية المصرية، فابتلى الله بهم المسلمين لما ردوا حاج الشام عن الحج، بسبب أمور كانوا يفعلونها في المشاعر، فطلبوا منهم أن يتركوها، وأن يقيموا الصلاة جماعة، فما حصل منهم ذلك، فردهم سعود رحمه الله تدينا؛ فغضبت تلك الدولة التركية، وجرى عندهم أمور يطول عدها، ولا فائدة في ذكرها.
فأمروا محمد علي، صاحب مصر أن يسير إليهم بعسكره، وبكل ما يقدر عليه من القوة والكيد، فبلغ سعود ذلك، فأمر ابنه عبد الله أن يسير لقتالهم، وأمره أن ينْزل دون المدينة. فاجتمعت عساكر الحجاز، على عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، وأهل بيشة وقحطان وجميع العربان، فنَزلوا بالجديدة.
فاختار عبد الله بن سعود القدوم عليهم والاجتماع بهم، وذلك أن العسكر المصري في ينبع، فاجتمع المسلمون في بلد حرب، وحفروا في مضيق الوادي خندقا، وعبؤوا الجميع، فصار في الخندق من المسلمين أهل نجد، وصار عثمان ومن معه من أهل الحجاز في الجبل فوق الخندق.