فلا يشك في هذا الدين بعد ما جرى ممن ذكرناه، إلا من أعمى الله بصيرته، وجعل على قلوبهم أكنة عن فهم أدلة الكتاب والسنة، ويعتبروا بما جرى لهذا الدين، من ابتدائه إلى يومنا هذا، وكل ما ذكرناه من الدول، والبادي والحاضر، رام إطفاءه; وكلما أرادوا إطفاءه استضاءت أنواره، وعز أنصاره.
فهذا ما جرى على الدول التي زعم ابن منصور أن شيخنا جرها على أهل نجد، وما جرى بسبب تلك الدول، من ظهور هذا الدين، والعز والتمكين، وذهاب من ناوأهم، من هذه الدول وغيرها. فلله الحمد لا نحصي ثناء عليه، وهو المرجو أن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا، من هذا الدين الذي رضيه لعباده، وخص به المؤمنين.
ومن عجيب ما اتفق لأهل هذه الدعوة أن محمد بن سعود - عفا الله عنه - لما وفقه الله لقبول هذا الدين ابتداء، مع تخلف الأسباب، وعدم الناصر، شمر في نصرته، ولم يبال بمن خالفه من قريب أو بعيد، حتى إن بعض الناس ممن له قرابة به، عذله عن هذا المقام الذي شمر إليه، فلم يلتفت إلى عذل عاذل، ولا لوم لائم، ولا رأي مرتاب، بل جد في نصرة هذا الدين، فملكه الله تعالى كل من استولى عليه في حياته من أهل القرى.
ثم بعد وفاته صار الأمر في ذريته، يسوسون الناس بهذا