الدين، ويجاهدون فيه كما جاهدوا في الابتداء، فزادت دولتهم، وعظمت صولتهم على الناس بهذا الدين، الذي لا إشكال فيه، ولا التباس، فصار الأمر في ذريته لا ينازعهم فيه منازع، ولا يدافعهم عنه مدافع؛ فأعطاهم الله القبول والمهابة، وجمع الله عليهم من أهل نجد وغيرهم، ممن لا يمكن اجتماعهم على إمام واحد، إلا بهذا الدين.
وظهرت آثار الإسلام في كثير من الأقاليم النجدية وغيرها، مما تقدم ذكره، وأصلح الله بهم ما أفسدت تلك الدول، التي حاربتهم، ودافعتهم عن هذا الدين، ليطفئوه، فأبى الله ذلك، وجعل لهم العز والظهور، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
فنسأل الله أن يديم ذلك، وأن يجعلهم أئمة هدى، وأن يوفقهم لما وفق له الخلفاء الراشدين، الذين لهم التقدم في نصرة هذا الدين؛ وعلينا وعلى المسلمين أن ندعو لمن ولاه الله أمرنا من هذه الذرية، أن يصرف عنا وعنهم كل محنة وبلية، ويحيي الله بهم ما درس من الشريعة المحمدية، ويصلح الله لنا ولهم القلوب، ويغفر لنا ولهم الذنوب، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
فإن قيل: ما ذكرتموه حق، لكن الله تعالى سلط الدولة المصرية على بلدتهم، وقتلوا من قتلوا، وقطعوا النخيل، وهدموا المساكن، وأخذوا ما بأيديهم من الأموال، وعم فسادهم بنجد.