البلوى فيهم بفتنة الشهوات، وذلك بأسباب; منها: توفر الدنيا عليهم، وإقبالهم على طلبها، والإسراف فيها، وتمكن بطانة السوء وكثرتهم، وقربهم من الإمام، وقبول ما زينوه وزخرفوه.
فضعف الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وقل جدا، وكثر عليه الأذى، فوقع إهمال، وإعراض، فوقعت العقوبة بسبب ما وقع من التفريط، والغفلة، وتمكن أهل الأهواء {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[سورة الكهف آية: ٤٩] .
لكن الله سبحانه منّ على كثير من أهل نجد، بحفظ دينهم، وهجرتهم إلى ما يمنعهم من هذا العدو، من أرض الله، فاعتصموا بحبل الله، وصارت لهم العاقبة على هذا العدو، الذي سلط بسبب ذنوب من أذنب، وتفريط من فرط، وغفلة من غفل، ورد لهم الكرة المرة بعد المرة، فالحمد لله على فضله وعدله؛ ففي هذا أيضا عبرة عظيمة، ونعمة جسيمة، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.