من عبد الرحمن بن حسن، إلى عثمان بن منصور، وبعد: أشرفت على خطك، وهو كلام من لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري؛ ولكن نبين لك عسى فتح من الله; جئت من الزبير والبصرة تلك المجيء، وجرى عليك من آل فائز لأجل طول إقامتك، في أماكن يعبد فيها غير الله.
وأراد الله سبحانه وتعالى أن كبارنا يقدمونك في سدير; لأجل اسم العلم الذي لمح لهم: أنك عرفت صحة الدعوة، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إلى توحيد الإلهية، وإنكار الشرك والبراءة منه، الذي لا يصير الإنسان مسلما إلا به؛ والذي يدخل هذا قلبه، ويتقدم بالناس، ويصير له مشاركة في العلوم، يدعو الناس إليه ويحثهم عليه، ويبين لهم معنى لا إله إلا الله، وما دلت عليه من إخلاص العبادة لله، ونفي الشرك، وما تقتضيه من المعاداة والموالاة، والحب والبغض، كذلك حقوق لا إله إلا الله.
ولا حصل منك إلا ضد هذا، إذا جاء عندك إما مشرك، أو إنسان ما ينكر الشرك، من أهل تلك المكانات، استأنست معه، وقدرته وأكرمته، فإذا أراد أن يتزوج زوجتموه، ولا حصل منك إلا إذا جاء أهل سدير، يتنازعون في أموالهم، ويستفتونك في مسألة فرعية.