والذي هذا حاله، ما يجوز يلين معه الجانب، أو يرد له رأس؛ فلو أن لك معرفة في التوحيد، أو قبوله، لكنت تكثر من ذكره، كما قيل من أحب شيئا أكثر من ذكره.
بل الذي يذاكر في التوحيد عند ربعك ويلهج به، وينكر الشرك ويبغض أهله ويعاديهم، ما يجوز عندكم إلا كما يجوز رأس الحمار; ولولا هذا، كان ما يجهلك: أن طلبة العلم هم ربعي، وهم إخواني، وهم خاصتي، ولكن أنت ما لقيت فيك حيلة، إذا فتشنا عن كلامك في شرحك وغيره، وجدنا معتقدك في توحيد الإلهية، معتقد عبد الله المويس، حظه منها اللفظ مع إنكار المعنى، وتضليل من عمل بمعناها وقام بمقتضاها، والجهال ما يدرون عن الحقيقة.
والذي هذه حالته يجب التحذير عنه، نصحا لله ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامتهم; ويا ليتك، ثم يا ليتك قمت بهذا الدين، وأحببت أهله، ودعوت إليه، وأنكرت ضده; لكن القلوب بيد البارئ يقلبها كيف شاء; وأسأل الله أن يقلب قلبك إلى الإسلام، ويدخل فيه الإيمان؛ فإن وفقك الله للتوبة، فلا علينا منك، ولا عليك منا، ولو ما صادقناك ورافقناك ما يضر.
ومن الأمور الظاهرة البينة أنك تكتب في الخوارج، وتذكر كلام شيخ الإسلام فيهم، والواقع في كثير من الأمة أعظم من مقاتلة الخوارج: عبادة الأوثان، وتزيين عبادتها،