فالجواب: أن الحديث في إسناده عطية العوفي، وفيه كلام، ضعفه الإمام أحمد والثوري، وهشيم وأبو زرعة، وأبو حاتم، والجوزجاني، والنسائي; وابن حبان، وقال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب، وقال ابن معين: صالح; وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى. وبتقدير ثبوته، هو من التوسل المستحب; فإن حق السائلين عليه أن يجيبهم، وحق المطيعين له أن يثيبهم، فالسؤال له، والطاعة سبب لحصول الإجابة والإثابة.
والثاني: ما رواه الحاكم في المستدرك وصححه، من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن جده، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما اقترف آدم الخطيئة، قال: رب أسألك بحق محمد، لما غفرت لي ... " الحديث.
فالجواب: أن هذا الحديث ساقط، لأن عبد الرحمن بن زيد ضعيف بالاتفاق، ضعفه مالك وأحمد وابن معين، وابن المديني وأبو زرعة، وأبو داود وابن سعد، وأبو حاتم، وابن خزيمة وابن حبان، قال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه; فهذا كما ترى، تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو هو.
وقال الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك، لما ذكر الحاكم هذا الحديث، فقال: هذا صحيح، قال الذهبي: أظنه موضوعا، ثم هو مخالف للقرآن، لأن الله عز وجل ذكر قصة آدم عليه السلام، وتوبته وتوسله، ولم يذكر الله أنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.