للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما التوسل بذواتهم مع عدم التوسل بالإيمان، والطاعة، فلا يكون وسيلة; ولأن المتوسل بالمخلوق، إن لم يتوسل بما يحصل من المتوسل به من الدعاء للمتوسل، أو بمحبته واتباعه، فبأي شيء يتوسل؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى، في كتاب "الاستغاثة": وما زلت أبحث، وأكشف ما أمكنني من كلام السلف، والأئمة والعلماء، هل جوز أحد منهم التوسل بالصالحين في الدعاء؟ أو فعل ذلك أحد منهم؟ فما وجدته. ثم وقفت على فتيا للفقيه أبي محمد بن عبد السلام، أفتى بأنه لا يجوز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم، وأما بالنبي صلى الله عليه وسلم فجوز التوسل به إن صح الحديث في ذلك.

وذكر القدوري في "شرح الكرخي" عن أبي حنيفة وأبي يوسف أنه لا يجوز أن يسأل الله بالأنبياء; انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى; قال القدوري: المسألة بخلقه لا تجوز، لأنه لا حق للمخلوق على الخالق، فلا تجوز وفاقا; انتهى.

وقد احتج من أجاز السؤال بالمخلوقين، بأمور:

الأول: ما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا.." ١ الحديث.


١ ابن ماجه: المساجد والجماعات ٧٧٨ , وأحمد ٣/٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>