للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسالة الشيخ عبد الله أبا بطين في حقيقة ما خلقنا له]

وقال الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن، أبا بطين رحمه الله تعالى١:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: فقد قال الله عز وجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات آية: ٥٦] ؛ فلما علمنا سبحانه: أنه ما خلقنا إلا لعبادته، وجب علينا الاعتناء بما خلقنا له علما وعملا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة آية: ٢١] ، وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} [سورة النساء آية: ٣٦] ؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كل ما في القرآن من الأمر بالعبادة، فالمراد به التوحيد".

وبذلك أرسل الله جميع الرسل، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء آية: ٢٥] ، وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ


١ وتتفق هذه الرسالة أيضا مع بعض الرسائل الأخرى في النقول وغيرها، ومن ذلك ما تقدم في الأجزاء السابقة المشار إليها في صفحة ١٥٠ / ج / ١٠ فليعلم..

<<  <  ج: ص:  >  >>